تقدير الذات ينعكس على التقييم الشعوري الشخصي لجدارة واستحقاق النفس. هو القرار الذي يأخذه الفرد كموقف تجاه نفسه. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه (على سبيل المثال "أنا كفؤ" أو "أنا ذو قيمة") بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل. عرّف سميث وماكي (2007) تقدير الذات بأنه "المفهوم الذاتي هو ما نعتقده عن أنفسنا. تقدير الذات هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيف نشعر حيالها." تقدير الذات جذاب كبناء نفسي اجتماعي لأن الباحثين تصوروه كمحدد مؤثر لبعض المخرجات مثل الإنجازات الأكاديمية والسعادة والرضا في الزواج والعلاقات والتصرف الإجرامي. يمكن أن ينطبق تقدير الذات خاصة في بعض الأبعاد (على سبيل المثال "أنا أعتقد أنني كاتب جيد وأشعر بالسعادة حيال ذلك") أو بشكل عالمي (على سبيل المثال "أنا أعتقد أنني شخص سئ وأشعر بالسوء حيال ذلك بشكل عام"). عادة ما يعتبر علماء النفس تقدير الذات سمة شخصية مستمرة. اقترحت العديد من النظريات المبكرة أن تقدير الذات هي دافع أو حاجة بشرية أساسية. عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو شمل تقدير الذات في تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات. شرح ماسلو نوعين مختلفين من "التقدير": الحاجة لاحترام الآخرين في صورة تقدير الآخرين والنجاح والإعجاب، والحاجة لاحترام الذات في صورة حب النفس والثقة في النفس والمهارة والأهلية. كان يُعتقد أن احترام الآخرين أكثر ضعفا ويسهل فقده عن الاحترام الداخلي. طبقا لماسلو بدون إشباع الحاجة لتقدير الذات، سيتجه الأفراد إلى البحث عنه بدون القدرة على النمو واحترام الذات. يؤكد ماسلو أيضا على أن التعبير الأكثر صحية عن تقدير الذات هو النوع الذي يظهر في الاحترام الذي نستحقه من الآخرين أكثر من الشهرة والإطراء. تستكشف النظريات الحديثة عن تقدير الذات أسباب كون البشر لديهم دوافع للحفاظ على التقدير الخاص بهم. طبقا لنظرية التحكم في الرعب، فإن تقدير الذات يعمل كوسيلة وقائية ويقلل من القلق حول الحياة والموت. تقدير الذات مهم لأنه يرينا رأينا فيما نحن عليه ومعنى قيمتنا الشخصية. ولذا فإنه يؤثر على ما نحن عليه كما يؤثر على علاقتنا بالآخرين. وضع كارل روجرز (1902-1987) -وهو مؤيد لعلم النفس الإنساني- نظرية أن أصل معظم مشاكل الناس هو أنهم يحتقرون أنفسهم ويعتبرون أنفسهم غير جديرين وغير مستحقين للحب. هذا هو سبب إيمان روجرز بأهمية إعطاء القبول الغير مشروط للعملاء وأنه عندما يتم ذلك سيتحسن تقدير العمل لذاته. في جلساته العلاجية مع عملائه كان يقدم تقديرات إيجابة أيا كان. بالفعل أصبح مفهوم تقدير الذات في علم النفس الإنساني حقا غير قابل للمصادرة لكل شخص والذي يتلخص في عبارة: كل إنسان بدون استثناء ولمجرد حقيقة كونه كذلك هو شخص جدير بالاحترام غير المشروط من الجميع، كما يستحق أن يقدر ذاته وأن يقدره الآخرون. هرم ماسلو للاحتياجات البشرية غالبا ما يتصف الناس أصحاب تقدير الذات المرتفع بما يلي: يؤمنون بحزم ببعض المبادئ والقيم ومستعدون للدفاع عنهم حتى إذا واجهوا معارضة ولا يشعرون بأي مشكلة في تعديلهم في ضوء الخبرات. قادرون على التصرف بما يرون أنه الخيار الأفضل ويثقون في حكمهم ولا يشعرون بالذنب عندما لا يعجب اختيارهم الآخرين. لا يقضون الكثير من الوقت قلقين حول ما حدث في الماضي أو حول ما قد يحدث في المستقبل، حيث أنهم يتعلمون من الماضي ويخططون للمستقبل لكنهم يعيشون في الحاضر بقوة. يثقون بشكل كامل في قدرتهم على حل المشاكل ولا يترددون بعد الفشل أو الصعوبات، ويطلبون المساعدة من الآخرين عندما يحتاجونها. يعتبرون أنفسهم مساوين في الكرامة للآخرين فلا هم أقل ولا أعلى منزلة من الآخرين، على الرغم من قبولهم الاختلافات في المهارة والإرث الشخصي والمقدرة المالية. يفهمون كم هم أشخاص مهمون وذوو قيمة بالنسبة للآخرين على الأقل بالنسبة لأصدقائهم. يقاومون محاولة التلاعب النفسي بهم ويشتركون مع الآخرين فقط إذا بدا الأمر ملائما ومريحا. يقبلون الأحاسيس الداخلية المختلفة والدوافع سواء إيجابية أو سلبية ويظهرون هذه الدوافع للآخرين فقط عندما يختارون فعل ذلك. يستطيعون الاستمتاع بنشاطات مختلفة. تقدير الذات المنخفض عدل قد تؤدي عدة عوامل إلى تقدير ذات منخفض بما في ذلك العوامل الجينية أوالشكل الخارجي أوالوزن أو المشاكل الصحية العقلية أو المستوى الاجتماعي أو الخبرات العاطفية أو ضغط الأقران أو التنمر. غالبا ما يتصف الأشخاص أصحاب تقدير الذات المنخفض بما يلي: انتقاد الذات الشديد وانعدام الرضا. الحساسية المفرطة للانتقاد وكراهية المنتقدين واعتبارهم مهاجمين. عدم القدرة المزمنة على الاختيار والخوف المبالغ فيه من الخطأ. الرغبة الزائدة في إسعاد أي ملتمس لها. البحث عن الكمال والذي قد يؤدي للشعور بالإحباط عندما عدم تحقيقها. الذنب العصبي أو المبالغة في حجم الأخطاء في الماضي. الكراهية والدفاعية العامة بدون أي سبب واضح. التشاؤم والمظهر السلبي العام. الحقد والبغض العام. يميل الأشخاص أصحاب تقدير الذات المنخفض إلى انتقاد أنفسهم بشكل زائد. لذا يعتمد البعض منهم على مديح الآخرين في تقييم نفسه بينما يقيس الآخرون قيمته في صورة نجاحه حيث يرون أن الآخرين سيتقبلون أنفسهم إذا نجحوا لكنهم لن يتقبلوها إذا فشلوا. يرىي أبراهام ماسلو أن الصحة النفسية غير ممكنة إلا إذا قبل الآخرون الصميم الأساسي للفرد، وأحبوه واحترموه لذاته أو لذاتها. يسمح تقدير الذات للناس بمواجهة الحياة بثقة أكبر وإحسان أكبر وتفاؤل أعلى، وبالتالي يصلون إلى أهدافهم والتحقيق الذاتي بسهولة. قد يجعل تقدير الذات الناس مقتنعين بأنهم يستحقون السعادة. فهم هذا الأمر هو شيء أساسي ومفيد عالميا، إذ أن تطور تقدير الذات الإيجابي يزيد من القدرة على معاملة الآخرين باحترام وإحسان وألفة، مما يؤدي إلى تفاعلات غنية في العلاقات بين الأفراد كما يؤدي إلى تجنب العلاقات التدميرية.بالنسبة إلى إريك فروم، فإن حب الآخرين لنا وحبنا لأنفسنا ليسا بديلين. على العكس من ذلك، فإن سلوك الحب تجاه النفس هي سمة نجدها في كل من هم قادرين على حب الآخرين. يسمح تقدير الذات لنا بالابتكار في مكان العمل، وهو حالة حرجة في وظائف التعليم خاصة. يدعي جوزيه فنسنت بونيه أن أهمية تقدير الذات واضحة إذ أن انعدام تقدير الذات ليس فقدان التقدير من الآخرين، وإنما رفض للذات. يدعي مونيه أيضا أن هذا يتوازى مع متلازمة الاضطراب الاكتئابي. ادعى سيغموند فرويد أيضا أن المكتئب يعاني من "انحسار هائل في تقديره لذاته، وإفقار في الأنا الخاصة به على المقياس الكبير... لقد فقد احترامه لذاته". اعتبرت مبادئ يوغياكارتا (وثيقة عن القانون الدولي لحقوق الإنسان) أن السلوكيات العنصرية والتمييزية ذد مجتمع إل جي بي تي والتي تجعل تقديرهم لذواتهم منخفضا، اعتبرتها انتهاكا لحقوق الإنسان بما في ذلك الاتجار بالبشر، كما توصي منظمة الصحة العالمية في ورقة "منع الانتحار" التي نُشرت عام 2000 أن تقوية تقدير الذات للطلاب هو أمر هام لحماية الأطفال والمراهقين ضد الاضطرابات العقلية واليأس، مما يسمح لهم بالتغلب على الصعاب ومواقف الحياة الشاقة. إلا أنه لا يزال غامضا كيف يمكننا فعل ذلك وما إذا كان ذلك فعالا. بالإضافة إلى السعادة المرتفعة، فإن تقدير الذات المرتفع مرتبط أيضا مع القدرة الأفضل على التغلب على الضغوط والاحتمالية الأكبر في أن يتعامل الفرد بصورة أفضل مع المهام الصعبة بالنسبة لمن يمتلكون تقدير ذات منخفض.
