إن شغفك هو سبب استيقاظك في الصباح، ومجرد التفكير فيه قد يدفعك إلى السهر في الليل من فرط الحماس. يمكن أن يكون الشغف أيضًا شعورًا بالرضا، حيث أنك تعلم أنك تعيش حياتك وفقًا لشروطك. ولكن، لا يعلم كل الأشخاص طبيعة شغفهم الحقيقي دائمًا. لا تقلق - سواءً أكنت تبحث عن شغفك لإيجاد مجال عمل جديد، أو كنت ترغب بالنغماس في هواية أو نشاط جديد، فهناك بعض الأشياء التي يمكن فعلها لإيجاد شغفك.
1 التفكير في وضعك الحالي.
فكّر في الأشياء التي تدفعك إلى اتّخاذ القرارت. ينقاد معظم الأشخاص عادةً وراء "أنفسهم الاجتماعية"، وهو جزء الشخصية التي يرغب بالانصهار في المجتمع، وبالتفكير في رغبات الآخرين، وهو الجزء الذي يدفع الشخص للالتزام بالقوانين. على الرغم من أن الرغبة في أن يكون الشخص جزءً من مجتمع أكبر أمر مفيد، إلا أنك ستجد نفسك قد فقدت هدفك الشخصي إن كنت تبني كل قراراتك على ما يعتقده "الآخرون" الأفضل لك. يمكن أن يحدث ذلك في أي مرحلة من مراحل الحياة، إلا أن الشخص يكون معرضًا لذلك عندما يكون صغيرًا على وجه الخصوص حيث أنه يجد نفسه مضطرًا للانصياع لوالديه ولرموز السلطة الأخرى في حياته. توقف عن رسم قالب ترنو للوصول إليه. يعبّر المصطلح "shoulding" عن هذه الفكرة، وهو مصطلح صاغه عالم النفس كليتون باربو حيث صاغ هذا العالم فكرة تصف ما يحدث عندما يسمح الشخص للضغوط الخارجية بتشكيل فكرته عن الصورة المثالية التي يجب أن يكون عليها. قد يشعرك ذلك بالتعاسة وعدم الرضا عن اختياراتك حيث أنك تفكّر من منطلق الذنب والخوف، عوضًا عن التفكير من منطلق الاختيار. حاول أن تفكّر في الأشياء التي "ترغب" بفعلها، وليس في الأشياء التي "ينبغي" عليك فعلها لأن شخصًا آخر أخبرك بأنه ينبغي عليك فعل ذلك.يتحدّر الشغف من "الأصالة"، وهو الشعور بأنك ترضي نفسك عند اتّخاذ القرارات عوضًا عن محاولة إرضاء شخصًا آخر. هذا الأمر شخصي بامتياز، ولا يمكن لشخص آخر إخبارك بالأشياء "الأصيلة" لك، أنت وحدك من يمكنه اتّخاذ القرار في هذا الشأن.
2 اعرف قيمك.
قيمك هي معتقداتك الأساسية في الحياة. يمكن أن تكون هذه القيم دينية أو روحية، ويمكن أن تكون هذه القيم تأملية في شخصيتك وتتعلّق بالأشياء التي تلبّي رغباتك. تشير الدراسات إلى أن عيش الشخص خلافًا لقيمه قد يؤدّي به إلى الشعور بالتعاسة وفقده للحافز. قد تجد أيضًا أنك تماطل في الأشياء دائمًا لأنك لا تشعر بأهمية ومعنى النشاطات التي تفعلها. قد تجد أن معرفة القيم التي تحكم حياتك أمرًا صعبًا إن لم تفكّر في ذلك بجدية - أو إن كانت احتياجات ورغبات الآخرين تسبق حاجاتك ورغباتك في الأولوية. استقطع بعض الوقت لمعاينة تجاربك السابقة والتفكير في الأشياء التي جعلتك تشعر بأنك "مصيب" في حياتك.
3 اسأل نفسك بعض الأسئلة المتعلّقة بالذات.
لم يجلس معظم الأشخاص مع أنفسهم لاكتشاف حقيقة نظام القيم الذي يعيشون به. استقطع بعض الوقت لنفسك واسأل نفسك عن الأشياء التي تبدو "صائبة" بالنسبة لك، واسأل نفسك عن النشاطات التي لا تشعر بأنها صائبة من وجهة نظرك. فكّر في الأوقات التي شعرت فيها بسعادة عارمة. ما الذي كنت تفعله حينها؟ من الأشخاص الذين كنت بصحبتهم؟ لماذا تعتقد أن هذا الحدث أو الموقف ساهم في تشكيل شعورك بالسعادة؟ ما الذي يمكن فعله لاستجلاب هذا الشعور في جوانب أخرى من حياتك؟ فكّر في الأوقات التي شعرت فيها بالرضا والامتنان. ما هي الحاجات أو الرغبات التي لبّيتها آنذاك؟ ما هو الأمر الجيد خلال هذا الوقت أو هذه التجربة من وجهة نظرك؟ لماذا تعتقد أن هذا الأمر جيد؟هل هناك مواضيع أخرى تشعرك بالحماس عند التفكير فيها أو التحدث عنها؟ لماذا تأثّر فيك هذه المواضيع؟ فكّر في الأشياء التي ستحاول إنقاذها إن وجدت منزلك مشتعلًا (وكان كل الأشخاص والحيوانات الأليفة خارج المنزل بالفعل). ما قيمة تلك الأشياء بالنسبة لك؟ ما دلالة اختيارك لهذه الأشياء فيما يخص ما يهمك؟ إن كان هناك شيء واحد يمكن تغييره في عائلتك، أو مجتمعك، أو بيئة عملك، أو حيك السكني، أو حتى العالم، فما الذي سترغب بتغييره ولما سترغب بفعل ذلك؟
4 ابحث عن الأنماط المتكرّرة والأساليب المتطابقة في إجاباتك.
بعد التفكير في إجاباتك عن الأسئلة (ويمكنك حتى التفكير في أسئلة أخرى إن أردت)، تفحّص إجاباتك. ما هو الشيء الذي تظن أنه يسعدك ويضيف هدفًا إلى حياتك؟ ما الشيء الذي وجدته أقل أهمية مما كنت تظن؟ اطّلع على قائمةٍ بأكثر القيم شيوعًا في منصة MindTools لمساعدتك على استيضاح الأمور. على سبيل المثال، قد تتذكّر شعورك بالفخر والاعتزاز بالنفس بعد إنهاء أمرٍ ما بنفسك. يشير ذلك إلى قيمٍ كالاستقلالية، والاعتماد على النفس، والطموح.قد تجد أيضًا أنك شعرت بالسعادة والرضا عندما تمكّنت من التعبير عن نفسك من خلال أعمالك الفنية. يشير ذلك إلى قيمٍ كالإبداعية، والاستكشاف، والبصيرة.قد تجد أن أكثر ما يسعدك هو قدرتك على مساعدة أولادك في حل واجباتهم، أو مساعدة أحد جيرانك في أعمال البستنة. يشير ذلك إلى قيمٍ كدعم الآخرين، والتواصل الاجتماعي، والمساهمة الإيجابية في المجتمع.تذكّر أن قيمك خاصة بك أنت. لا تحكم على هذه القيم من وجهة نظر شخصٍ آخر. يقدّر بعض الأشخاص قيمًا كالعفوية أو التنافسية، بينما يقدّر آخرون التنظيم والعمل الجماعي. لا يوجد ما هو "أفضل" من الآخر.
5 فكّر في الشيء الذي تحب فعله.
ألق نظرة على حياتك واعرف ما إذا كنت تفعل شيئًا تحبه بالفعل - إلا أنك لا تفعله كثيرًا. تؤدّي معرفة الأشياء التي تحبها ثم تحويلها إلى شغفٍ بطرقٍ فعالة إلى مساعدتك على اكتشاف رغباتك الدفينة. إليك بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك: ما هي أهدافي؟ما الفعل الذي يشغل أغلب وقتي؟ما الشيء الذي أحاول فعله باستمرار؟ما الشيء الذي أنجذب نحوه؟إن كان هناك شيء واحد يمكنني فعله طوال حياتي، فما هو هذا الشيء؟ما الشيء الذي أحب فعله؟ما الشيء الذي سأفعله وإن لم أتقاضى أجرًا على فعله؟ما الشيء الذي يشعرني بعدم وجود أي شيء غيره في الحياة؟ما النشاط الذي يشعرني بأنني على طبيعتي تمامًا؟ما الشيء الذي أفعله عندما أكون "صائبًا" أو "جميلًا" أو "متصلًا مع غيري"؟
6 فكّر في الأشياء التي لطالما حلمت بفعلها.
يختلف هذا الأمر عن كتابة قائمة بالأشياء التي تشعرك بالسعادة. يتوجب عليك كتابة كل الأشياء التي لطالما حلمت بفعلها إلا أنك لم تتمكن من ذلك بسبب عدم امتلاكك للوقت، أو المال، أو لأن هذه الأشياء غير عملية أو مخيفة قليلًا بالنسبة لك. إليك بعض الأسئلة التي يمكن طرحها على نفسك:ما هو الشيء الذي لطالما حلمت بفعله إلا أنني لم أفعله؟ما الأشياء التي كنت أرغب بفعلها عندما كنت صغيرًا؟هل امتلك حلمًا غير واقعي استغنيت عنه في مرحلة ما؟ما الشيء الذي أحب أن اقرأ عنه أو أتخيله؟هل هناك شيء أخاف من تجربته لأنه يخرجني من منطقة الراحة الخاصة بي؟هل هناك شيء لطالما حلمت بفعله إلا أنني لم أفعل ذلك بسبب المخاوف المادية؟هل هناك شيء لطالما رغبت بفعله إلا أنني لم أجربه لخوفي من الفشل أو لعلمي بعدم إجادتي له؟هل هناك شيء يفعله شخص أعرفه ويشعرني بالإثارة؟كيف سيكون تصرفي إن لم تكن هناك أي قيود على الإطلاق؟
7 جرّب استخدام لوحة تخيّل.
يمكن أن تكون لوحة التخيّل - والتي تعرف أيضًا بلوحة الإبداع أو لوحة التصوّر - وسيلة رائعة للتعبير عن شغفك. يميل بعض الأشخاص إلى التفكير التصوّري ويبدون استجابة ممتازة لجمع الأشياء والتعبير عن الأفكار المهمة. اجمع الصور والاقتباسات التي تمثّل أهمية بالنسبة لك. ما الصورة التي ترغب بأن تكون عليها؟ ما الذي ترغب بتحقيقه من الحياة؟ ما الذي ترغب بإنشائه أو صنعه؟يمكنك كذلك إنشاء لوحة تخيّل افتراضية على موقع Pinterest وغيره من المواقع.
8 حدّد الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لك.
تتمحور الحياة حول التضحيات. لن يمتلك الشخص الوقت أو الطاقة الكافية لفعل كل شيء، والمهم هو تحديد أولوياته. يؤدّي اكتشاف أكثر ما تقدّره في الحياة إلى توفير الإحباط الناتج عن محاولة امتلاك كل شيء، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه. هل يهم أن تمتلك شغفًا لعملك؟ قد يتوجب عليك تقديم تضحيات في جوانب أخرى من حياتك، كالهوايات أو الأمان المادي.هل يهم امتلاك المال اللازم لتلبية شغفك بالسفر أو أي هواية أخرى؟ قد تضطر إلى العمل في وظيفة ذات راتب جيد، إلا أنها أقل إثارة لتتمكن من تحقيق ذلك.حاول أن تكون دقيقًا على قدر المستطاع، لا يمكن القياس على "السعادة" و "النجاح" حيث أنها مفاهيم ضبابية لا يمكنها مساعدتك في هذا المسعى. حاول استخدام التأمل في قيمك ومتعك كدليلٍ يرشدك إلى معرفة الأشياء التي تجعلك سعيدًا.بغض النظر عن التضحيات والأولويات التي تختارها، قد تشعر بمزيد من الرضا - وستشعر بالتبعية بمزيد من الشغف عن تحكّمك في اختياراتك. "أنت" هو من يسيّر حياتك، ولا دخل لتوقعات الآخرين منك في ذلك.
